الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
وبعد
فقد أظلنا شهر محرم، وهو شهر عظيم له ميز وخصائص، نذكر منها:-
أولا: أنه الشهر الوحيد الذي يضاف إلى الله، فيقال : شهر الله المحرم، وقد ورد ذلك في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا يدل على شرفه ومكانته، ولم يرد في كلام النبي صلى الله عليه وسلم : شهر الله رمضان، ولا شهر الله رجب، ولا غيرها، مع أن كل الشهور لله، فكل شيء يضاف إلى الله فهي إضافة تشريف وتعظيم، كما يقال للكعبة وللمسجد : بيت الله، لشرفها وعلو مكانتها، وقال تعالى:( وذكرهم بأيام الله ) وهي أيام النصر والغلبة على الأعداء. وقال تعالى :(ناقة الله ) وهكذا.
ثانيا: أنه من الأشهر الحرم، بل هو أعظمها عند الله كما ذكر ذلك أهل العلم.
ثالثا: أنه شهر يستحب صيامه، فقد جاء في الحديث أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم ).
رابعا: أنه فيه يوم عظيم صيامه يكفر سنة قبله، وهو يوم عاشوراء.
خامسا: أن عشره الأولى مما كان السلف يعظمون، فقد ذكر بعض أهل العلم أن السلف يعظمون ثلاثا من العشر في السنة، وهي : العشر الأخيرة من رمضان لوجود ليلة القدر فيها، ويعظمون العشر الأولى من شهر ذي الحجة لوجود يوم عرفة ويوم النحر فيها، ويعظمون العشر الأولى من شهر محرم لوجود يوم عاشوراء فيها.
سادسا: أنه الشهر الذي اختتمت فيه الأشهر الحرم الثلاثة السرد المتوالية.
سابعا: أنه الشهر الذي افتتح فيه العام الهجري.
نسأل الله أن يوفقنا لتعظيمه وصيامه، وألا نظلم فيه أنفسنا، ولا في غيره من الشهور.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.