يجيب الشيخ سليمان العلوان : "انا لا انظر ولا اقيس ايمانى ،بالازدحام عند ابواب المساجد ،ولا فى الحج لبيك اللهم لبيك، ولكن انظر واقيس ايمانى، أين يفزع قلبى عند حدوث النكبات والشدائد.
بعض الناس حين تحصل له نكبة او شدة،وله واسطة أو مكانة او ارتماء فى أحضان مخلوق يفزع قلبه الى هذا المخلوق،وانه هو الذى يتوسط له او ينجيه من هذا الكرب فيخذل. وذاك يلجأ الى الله ويتوكل عليه وينيب إليه ولسان حاله يقول:(فالله خير حافظا وهو ارحم الراحمين)
اذا انقطعت اطماع عبد عن الورى *** تعلق بالرب الكريم رجاؤه
فاصبح حرا عزة وقناعة *** على وجهه انواره وضياؤه
وان علقت بالخلق اطماع نفسه *** تباعد مايرجو وطال عناؤه
فلا ترجو الا الله فى الخطب وحده *** ولو صح فى خل الصفاء شقاؤه
-ابراهيم عليه وعلى نبينا افضل الصلاة والتسليم حين القى فى النار،ماذا قال ؟قال: حسبنا الله ونعم الوكيل
لم يلجأ الى مخلوق،ولا الى من يتوسم فيه خيرا لنصرته ،ولم يبعت وسائط للقوم المجرمين يخففون عنه العقوبة،
لجأ الى الله فلذلك نجاه الله من القوم الظالمين،قال: "حسبنا الله ونعم الوكيل"،التجئ لله ونعم الوكيل هو المفوض لامرنا،فقال الله جل وعلا : ﴿قلنا يانار كونى بردا وسلاما على ابراهيم﴾
-نبينا محمد ﷺ حين قيل له ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم،ماذا قال؟" قال حسبنا الله ونعم الوكيل".
-شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى حين ذهب الى البلاد المصرية وتواطأ أهل مصر على قتله،أتى ليه بعض المحبين له،وقال له:أنهم اعدوا عددهم وعددهم يريدون قتلك،وكان متوسدا على فرش من الحصى،فقال: مقالة لبعض الناس ربما احمر وجهه أو اصفر او اغمى عليه فى مكانه،استقعد واخذ ترابا ثم نفخه،ثم قال "ان هم الاكالتراب" وقيل انه قال "انهم الا كالذباب"
-وحين سجن ماذا قال :"مايصنع بى اعدائي"
ليس كالواحد منا حين يسجن يبحث عن واسطة تخرجه ويقول "رب أخرجني"،قل "رب ثبتني"
بعض الناس الذى سجن يقول رب اخرجني، هذا غلط ..قل رب ثبتني. كم شخص سجن وخرج ،صار منحلا عن عقيدته،منحرفا ضالا زندقا،أو فاسقا او عارا على اهل الحق. سل الله الثبات، ولا حرج ان تسال الله بعد ذلك المخرج، لكن سل الله الثبات ،قد تخرج وتكن منحرفا ..
-كم شخص سجن ودعا الله يخرجه وخرج وصار خبيثا ووبالا على هذه الامة،لكن سل الله الثبات ..
-شيخ الاسلام ابن تيمية يقول:"مايصنع بى اعدائى ان سجنونى فسجنى خلوة"، هذا اثر من اثار الايمان بالاسماء والصفات. فاذا لابد ان ندرس الاسماء والصفات
ونطبق ما نتعلمه على ارض الواقع،وتتمثل اثارها فى واقعنا،اذا كنا نؤمن بالالفاظ دون المعاني اذا ما استفدنا من الايمان بالاسماء والصفات.