الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
وبعد
ففي هذا اليوم الأحد السابع عشر من شهر ذي الحجة، لعام ألف وأربع مئة وسبع وثلاثين للهجرة النبوية، يبدأ العام الدراسي، ويتجدد النشاط وتشحذ الهمم، ويتجه الطلاب والطالبات إلى المدارس والجامعات، لينهلوا من معين العلم والمعرفة، ويتزودوا بأنواع من العلوم والفنون، ولي في هذه المناسبة بعض التوجيهات للطلاب والطالبات:-
أولا: ينبغي لكل طالب علم أن يخلص النية لله فيما يتعلمه من العلم، خاصة العلوم الشرعية التي يبتغى بها وجه الله. فقد جاء في الحديث عند أبي داوود وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من تعلم علما مما يبتغى به وجه الله، لا يريد به إلا عرضا من الدنيا، لم يرح رائحة الجنة.
ثانيا: ينبغي لكل طالب علم أن يصبر على التعب والمشقة الحاصلة في طريق طلب العلم، فالعمل والتعلم فيه مشقة إن لم يصبر عليها صاحبها لم يحصل على مراده، وكما قيل: لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبر.
ثالثا: ينبغي لكل طالب علم أن ينظم وقته، ويرتب أعماله، ويحدد أهدافه، ويرسم الخطة المحكمة للوصول إليها، حتى يصل إلى أهدافه بأمان، وفي نفس المدة التي حددها، بإذن الله.
رابعا: ينبغي لكل طالب علم أن يرسم جدوله اليومي، ويختار الأوقات المناسبة لكل عمل يريد أن يقوم به، فيختار الأوقات المناسبة للحفظ، والأوقات المناسبة للمذاكرة، والأوقات المناسبة للتسميع، وهكذا.
خامسا: ينبغي لكل طالب علم أن يكون صاحب عزيمة وتضحية، فلا يمنعه من تحقيق أهدافه أي معوق، مهما كان عمره، ومهما كان وضعه الصحي والاجتماعي والمادي، فمهما تأخر تحقيق الهدف إلا أنه سيصل إليه بإذن الله.
سادسا: ينبغي لكل طالب علم أن يستعين بالله في طلبه للعلم، وأن يكثر الدعاء بالتوفيق والعلم والفهم، كما بين الله ذلك في كتابه بقوله ( وقل رب زدني علما ).
سابعا: على كل طالب علم إذا ازداد علمه أن يشكر الله الذي وفقه وأعانه وأكرمه، وأن يعترف بهذه النعمة لله، فلا ينسبها إلى ذكائه أو قوة حفظه أو جهده أو صبره، كما ينبغي له كذلك أن يتواضع لعباد الله كلما ازداد علمه، فلا يغتر ولا يتكبر ولا يتجبر.
اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علما ياكريم.